1 دقيقة للقراءة
في قرية صغيرة في سفح الجبل عاش حميد وعمل كراع لأغنام أهلها.
وفي كل صباح، كان حميد يأخذ الأغنام إلى الجبل كي تأكل العشب وترتع وتلعب هناك، ثم يعود بها في المساء إلى القرية.
وفي يوم من الأيام شعر حميد بالملل، فأراد أن يرفه على نفسه بالمزاح مع أهل القرية. فاخذ يصيح ويستغيث قائلا:
"النجدة! ساعدوني! هناك ذئب يريد افتراس أغنامكم"
فهرع إليه أهل القرية كي ينقضوا قطيع الأغنام. ولكنهم اكتشفوا أن حميدا كان يمزح فعادوا إلى القرية منزعجين من مزاحه الثقيل.
وبعد أيام أعاد حميد الكرّة، فأخذ يصيح قائلا:
"النجدة! ساعدوني! هناك ذئب يريد افتراس أغنامكم"
ولما اكتشفوا كذبه، غضب أهل القرية منه وصاروا يلقبونه بالكذّاب
وذات يوم، بينما كان الراعي في الجبل، إذ بذئب ضخم يظهر من بين الصخور ويهجم على الأغنام ليفترسها.
فصاح حميد طالبا النجدة من أهل القرية:
"النجدة! النجدة! ساعدوني! هناك ذئب يريد افتراس أغنامكم النجدة!"
ولكن في هذه المرة لم يأت أحد لنجدته، فقد ضن أهل القرية أن الراعي يمزح من جديد.
وهكذا استطاع الذئب أن يفترس أحد النعاج وخسر حميد عمله وثقة اهل القرية فيه.